الاثنين، 28 يونيو 2010

الحلقه الخامسه / الأسلام والديمقراطيه .

الديمقراطيه كما ورد فى بعض الكتب التى تحدثت عنها هى كلمه يونانيه مكونه من مقطعين (demos ) وتعنى الشعب ، (kratia ) وتعنى حكم ، أى أن الديمقراطيه تعنى حرفيا ( حكم الشعب ) وهو ما سارت عليه جميع التعريفات التى لحقت بذلك المعنى بعد ذلك ،
والديمقراطيه كما يقول الاستاذ / على عبد الصادق : هى تجربه أنسانيه كانت ولا تزال تتشكل طوال التجارب الكثيره التى خاضها الانسان فى تاريخه ،
كما يقول أيضا : ما دامت الديمقراطيه تجربه انسانيه فهى أذن مشروع يتحقق طوال الحياه الانسانيه ولا يكتمل ألا بانتهاء الانسان ، ولهذا فهو يخضع باستمرار للنقد والفحص والمراجعه والتصحيح وذلك جزء من صميم الديمقراطيه نفسها لذا فان الديمقراطيه تخضع لتعديلات وتغييرات كلما تعمقت تجربة الانسان ،
ويضيف أيضا / أن الديمقرطيه لم تتخذ فى مسارها التاريخى الطويل شكلا واحدا ثابتا لا يتغير , فالمبادىء التى تقوم عليها كالحريه والعداله والمساواه هى وحدها الثابته التى لا تتغير لكنها تشكلت وتغيرت مع طبيعة المجتمعات وثقافتها وتراثها ومن ثم فالديمقراطيه أذن " نظريه مفتوحه " وعدد من التجارب التى مرت بها أكبر من عدد ما يسمى بالمجتمعات الديقراطيه عبر التاريخ .
أذن نستطيع أن نفهم مما سبق أن الديمقراطيه ما هى ألا مجموعه من المبادىء التى تقوم عليها كــ ( الحريه ، والعدل ، والمساواه ) ومتى تحققت تلك المبادىء فى أى نظام حكم فهو ولا شك يعتبر نظاما ديمقراطيا ،
والسؤال الذى يفرض نفسه الآن ! أذا كانت الديمقراطيه هى مجموعة المبادىء السابق ذكرها فهل معنى ذلك أن الأسلام كان نظاما ديمقرطيا ؟
هنال بعض من أستاذة الشريعه وعلماء المسلمين يقولون بان الديمقراطيه كفر ويتشهدون على ذلك بأن الديمقراطيه تعنى حكم الشعب ولو خالف حكم الله ، وأنا أختلف معهم مع احترامى الكامل لهم ولعلمهم , ولكن أذا نظرنا الى الديمقراطيه بالمعنى الذى ذكرته سابقا ألا وهو ( انها مجموعه من المبادىء ) فذلك معناه أن الاسلام هو الذى أنشا الديمقراطيه بكامل معانيها فالعدل والحريه والمساواه أضف اليها اختيار الحاكم ومحاسبته ومخالفة رأيه بل ونزول الحاكم على رأى مخالفيه أذا رأى فى ذلك المصلحه ، هى قمة الديمقراطيه ولا شك .
ولأن الديمقراطيه - كما يقول الأستاذ أبو العلا ماضى - ليست دينا سماويا ولا وضعيا فهى اجتهاد بشرى مر بمراحل تطور فى التاريخ الانسانى تغيرت فيها ملامحها وأشكالها حتى صارت الى ما صارت اليه فحينما نتعامل معها نحن المسلمين سوف ندخلها فى أطارنا وبيئتنا وثقافنتا بالشكل الذى نراه مناسبا بما يتوافق تماما مع مبادىء ديننا الحنيف ومرجعيته الأساسيه والحاكمه ، لم لا ونحن المنتمون الى " الحكمه ضالة المؤمن أنى وجدها فهو احق الناس بها "
ويضيف / أن أغلب الرافضين للديمقراطيه لم يقدموا شكلا كاملا من الناحيه النظريه لما هو البديل وكانهم يقولون بنظرية " المستبد العادل " تلك النظريه غير المقبوله شرعا وعقلا فكل المستبدين فى التاريخ كانوا ظالمين بدرجات متفاوته من الظلم .

والى اللقاء فى الحلقه القادمه ......







الحلقه الرابعه: هل يمكن تطبيق الشريعه الاسلاميه تطبيقا كاملا فى العصر الحالى؟

يجيب عن ذلك الاستاذ محمد سليم العوا بقوله:الشريعه الاسلاميه نظام قانونى وحينما نتكلم عن الشريعه فى الاسلام فنحن نميز بين ثلاثة مستويات:
المستوى الاول: هو العقيده وهى العلاقه بين الانسان وربه.
المستوى الثانى:هو الاخلاق وهى العلاقه اليوميه بين الانسان ونفسه او بينه وبين الناس.
والمستوى الثالث: هو الشريعه وهى النظام القانونى الذى يحكم علاقة الانسان بغيره سواء كانت هذه العلاقه مع الغير تتصل بفرد او بجماعه وسواء كانت هذه الجماعه منظمه فى صورة دوله ومؤسسات ام كانت فى صورة جمعيات واحزاب ،، ومعنى ذلك ان كل ما يتعلق بعلاقة الانسان بالغير مهما يكن ذلك الغير تحكمه الشريعه.
ماذا يعنى ان الشريعه تحكمه؟
يواصل الاستاذ محمد سليم: يعنى انه محكوم بالنظام القانونى المبنى على الاسلام.وهذا النظام قسمان:قسم يقوم على نصوص ثابته من القران الكريم والسنه النبويه المطهره ولابد من النزول عند هذه النصوص الثابته والالتزام بها.وقسم يقوم على نصوص تحتمل الاجتهاد اما فى معانيها واما فى نطاق تطبيقها واما فى مداها الزمنى او لان النص الوارد فيه غير قاطع الدلاله...كل هذا يدخل فى عمل البشر الذى نسميه الاجتهاد.ومعنى هذا ان الجزء الاجتهادى من الشريعه الاسلاميه هو عمل بشرى يتغير بتغير الزمان والمكان.
اما الجزء الثانى من هذه الشريعه فهو الجزء الثابت القطعى الورود والدلاله الذى لا يحتمل تغييرا فهو مثل :اجكام الزواج والطلاق والمواريث والحدود وغيرها .فكلها احكام قطعيه ثابته لا يعتريها التغيير لا فى الزمان ولا فى المكان فينبغى ان تطبق كما جاءت بنصها فى القران او السنه.اما ما وراء ذلك من احكام تنظم الحياه كلها الفرديه والجماعيه (وهو قليل جدا) فهو يحتاج الى اجتهاد عصرى فى كل وقت ولا يجزىء الناس ان يقلدوا فيه المجتهدين السابقين اذ ينبغى على اهل كل عصر ان يكون فيهم مجتهدون يجددون النظر فى الاحكام الاجتهاديه لكى يروا ما اذا كان الحكم القديم لا يزال ملائما ام يجب تغييره....الى هنا انتهى كلام الدكتور محمد سليم العوا ،
وأقول : أننا يجب أن نميز بين قول الله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون - الفاسقون - الظالمون ) وبين قول رسول الله ( صلى ) :( أنتم أدرى بشئون دنياكم ) ، لأن هناك من يخلط بين النصين ويدعى أن الاخذ بالحديث واجب وأن نظام الحكم هو من شئون الدنيا التى قال عنها رسول الله أننا أدرى بها ،
لأن شئون الدنيا التى تحدث عنها رسول الله هى تلك التى لا تخالف الثوابت الشرعيه والتى لا توجب عند الله العقوبه ، ولا يجوز لنا أن نتغاضى عن ذلك بدعوى أن النص الوارد لم يعد له فائده حيث ان الله قد أورد نصوص وجوب تطبيق شرع الله فى أرضه بدون اية قيود .
والى اللقاء فى الحلقه القادمه .........

الحلقه الثالثه / خصائص الدوله الاسلاميه

احب ان اوضح اولا ان الاسلام لا يقف فى سبيل قيام الجمهوريه وان تلك النظم لا تخالف الاسلام فى شىء ولكن عند الكلام عن نظام الخلافه فى الاسلام ومدى وجوب قيامه على المسلمين ،
ان الاسلام كان يعتبر المسلمين امة واحده وشعبا واحدا(وان هذه امتكم امة واحده وانا ربكم فاعبدون) فقد كانت الدوله الاسلاميه دوله واحده ولم تكن هناك حدود بين المسلمين وما حدث هذا الانفصال الا من الاستعمار الذى تعمد تشتيت المسلمين ووضع الحدود بينهم واثارة النوازع القبليه بينهم .
فكلمة الخلافه هى لفظ يقصد به تسمية الحكم فى الاسلام اى ان هذا اللفظ مرادف للملكيه والجمهوريه والاماره وغير ذلك من مسميات الحكم فى العالم لانها كلها مجرد مسميات. والخلافة عند المسلمين كما يقول التفتازانى هى (رئاسه عامه فى امر الدين والدنيا خلافة عن النبى صلى الله عليه وسلم) فالخلافه اسم من خلف .يخلف.خلافة. وهذا هو التحديد اللغوى .
يقول الدكتور / عبد الرزاق السنهورى فى كتابه(اصول الحكم فى الاسلام):يلاحظ ان ابن خلدون يميز بين ثلاثة انواع من نظم الحكم _ الحكم الواقعى الذى تسيطر فيه القوه ، والحكم السياسى المبنى على قواعد العقل ، والحكم الاسلامى المبنى على الشريعه. ويواصل الدكتور السنهورى بقوله: نستخلص من هذا ان حكومة الخلافه تتميز عن الحكومات الاخرى بالخصائص التاليه:
1_ان اختصاصات الحكومه (الخليفه) عامه اى تقوم على التكامل بين الشئون الدنيويه والدينيه.
2_ان حكومة الخلافه ملزمه بتنفيذ احكام الشريعه الاسلاميه.
3_ان الخلافه تقوم على وحدة العالم الاسلامى.
ومتى اجتمعت هذه الخصائص فى الحكومه الاسلاميه اصبحت حكومه شرعيه مهما يكن شكلها واستحقت ان توصف بأنها حكومة( الخلافه). الى هنا انتهى كلام الدكتور السنهورى واظن انه قد وضح ما كنت اقصده.......اننا حين نتكلم عن الدوله الاسلاميه نتحدث عن دوله جعلت المصدر الاول والرئيسى لها هو الشريعه الاسلاميه بكل مصادرها .
والى اللقاء فى الحلقه القادمه..................

الأحد، 27 يونيو 2010

الحلقه الثانيه / كبف كانت الدوله الأسلاميه

اتى الاسلام بكل مقومات التقدم شتى المجالات السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه بل والعلميه .وفد عرف الاسلام منذ ما يقرب من 14قرنامن الزمان الشورى واختيار الحاكم ومحاسبته كما عرف المسلمون التنظيم القضائى واوجب الاسلام استقلال القضاء كما سن الاسلام للمسلمين دستورهم واهتم الفقهاء المسلمون بتفصيل احكام الشريعه الاسلاميه فى هيئة احكام فقهيه تتناول كافة جوانب الحياه الدينيه والدنيويه .
ويضاف الى ذلك ان الاسلام اهتم بالشئون الاجتماعيه والتكافل من خلال بيت مال المسلمين . كما عرف المواطنه فكان المسيحيون واليهود لهم ما للمسلمين من حقوق وعليهم ما على المسلمين من واجبات . وغير ذلك مما سيرد عليه التفصيل ان شاء الله.
يقول الاستاذ / على عبد الصادق فى كتابه( مفهوم المجتمع المدنى) :ان المضمون الوظيفى للمجتمع المدنى لم يكن غريبا عن المجتمع العربى الاسلامى الذى نشا وتكون على اسس وقيم واخلاق الاسلام ومبادىء الشورى والعدل والتعاون والتكافل ,فالمجتمع الذى اسسه الرسول (ص) على هذه القيم وبدات خطواته بلم شتات القبائل العربيه وتلوناتها فى اطار وحده اجتماعيه متماسكه من خلال عملية المؤاخاه بين الانصار والمهاجرين فى المدينه المنوره ساهمت فى ارساء قواعد مجتمع مدنى اسلامى قوامه مجتمع عمل فالله سبحانه وتعالى يقول(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ومجتمع شورى وعدل (وامرهم شورى بينهم) وهو مجتمع المشاركه فلا تستبعد المراه من العمل ومن المشاركه فى الحياه السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وقد شهد التاريخ الاسلامى نماذج من المنظمات والمؤسسات والجمعيات الفاعله التى قامت بوظائف اجتماعيه وخيريه مثل المسجد والزكاه والاوقاف وبوظائف سياسيه من خلال سلطة العلماء ورجال الدين ودورهم فى الامه ومؤسسات الحسبه كذلك تشكلت العديد من الجمعيات والمنظمات التى ترعى حقوق اعضائها من تجار وصناع ومزارعين وظل دور القضاء قويا لانه كان مستقلا وشكل سلطة موازيه للسلطه السياسيه.وبناء عليه فان المجتمع العربى الاسلامى لم يعرف مرادفات المؤسسات المدنيه فقط بل انه عاش بها فكان الافراد يعتمدون على الجماعات المحليه كالطوائف(العلماء والتجار وطوائف الحرفيين وغيرها) والمذاهب الدينيه والتكوينات العشائريه والقبليه فى الحفاظ على هويتهم والوفاء بكثير من احتياجاتهم الاساسيه فالخدمات الاجتماعيه والمهام الاقتصاديه المباشره لم تكن من الالتزامات المتوقعه من الدوله بل كانت تترك فى الغالب لهذه الجماعات اما السلطه المركزيه فكانت تتولى جمع الضرائب واقامة العدل بالشريعه والحفاظ على النظام العام ورعاية الفنون والعلوم احيانا .
واضافة لما ذكره الاستاذ على عبد الصادق اقول :ان المسلمين عندما طبقوا الاسلام فى شتى معاملاتهم كان التقدم هو حليفهم الم يذكر التاريخ ابن سينا وابن حيان والرازى وابن رشد ؟ الم يكن المسلمون فى نهضه علميه وثقاقيه عاليه بدليل مكتبة بغداد؟ فى نفس التوقيت كان الغرب يموج فى التخلف والجهل عندما كان خاضعا لحكم الكنيسه ورجال الكهنوت.
يا ساده ان العالم الغربى لم يتقدم الا حين تمرد على الكنيسه ورجال الدين. وان العالم الاسلامى لم يتقدم الا حين كان متمسكا بتعاليم الدين الاسلامى. كانت السياده حينها للمسلمين. اما حين ترك المسلمون دينهم اصبحت السياده للغرب نتيجة للثوره على الكنيسه فانطبق على المسلمين قول نبيهم (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى كتاب الله وسنتى)..
الى اللقاء فى الحلقه القادمه.........

الخميس، 24 يونيو 2010

الدوله المدنيه ذات المرجعيه الاسلاميه - الحلقه الأولى

- انتشر فى الاونه الاخيره مصطلح الدوله المدنيه ذات المرجعيه الاسلاميه وزادت الانتقادات الموجهه الى المطالبين بتطبيق ذلك المفهوم على ارض الواقع خصوصا مع ظهور الاحزاب ذات المرجعيه الاسلاميه والتى تدعى انها تريد تطبيق نظرية(الدوله المدنيه على اساس دينى) وبغض النظرعن صدق تلك الاحزاب من عدمه نحاول معا مناقشة امكانية تطبيق ذلك المصطلح على ارض الواقع ونظرا لتاييدى الكامل لامكانية تطبيق ذلك المفهوم فستكون البدايه منى فاقول وبالله التوفيق:من اجل ان تصبح تلك المناقشه مثمره الى حد ما لابد من التعرض الى مفهوم الدوله المدنيه :

الدوله المدنيه بالمفهوم البسيط هى تلك الدوله التى تقوم على النظام الديمقراطى فى الحكم والاداره وفى شتى مناهج الحياه وبمعنى اوضح هى الدوله التى يملك فيها كل فرد من افراد الشعب ابداء رايه ورفض ما لا يناسبه وهى الدوله التى يكون للانسان فيها كامل الاحترام لادميته يستطيع من خلالها ان يختار من يحكمه وان يضرب على يديه بيد من حديد اذا قصر فى اداء واجبه اى ان تلك الدوله تطبق المفهوم الحرفى لمعنى كلمة الديمقراطيه(حكم الشعب)ومع تزايد اعداد المطالبين بتلك الدوله ومع ظهور النظريات الليبراليه ظهر من يشكك فى ان الاسلام يملك تطبيق تلك الدوله كما ظهرت فى المقابل الهتافات المؤيده والكتابات المنظره التى تؤكد ان الاسلام يملك تطبيق النظام المناسب لحكم الدوله ككتاب (نظام الحكم فى الاسلام) الذى يحدد تحقيق الدوله المدنيه على اساس دينى ،

ولعل تلك الظروف الراهنه التى يمر بها المسلمون والمحاولات الجاهده من قبل أعدائنا من أجل محو معالم ذلك الدين من خلال جنودهم ذوى الزى العسكرى أو من أرتدوا زى المسلمين وتحدثوا لغتهم وادعوا حبهم لذلك الدين وهم يخططون لأجل تنحية الأسلام من أن يحكم بدعاوى عديده من أهمها أن الأسلام اذا حكم فأن ذلك يعتبر رجوعا الى عصر حكم رجال الدين وهو ما لا يقول به الأسلام ،

وبديلا عن ذلك فأنه لابد من تطبيق نظم الحكم البشريه الأخرى كالليبراليه والعلمانيه والأشتراكيه والرأسماليه وترك الأسلام كنظام للحكم بدعوى أنه دين لا يمتلك نظاما للحكم .

ومن هنا سنحاول بأذن الله تعالى وليوفقنا لذلك أن نثبت بكل دليل أن الأسلام قد أمتلك نظاما للحكم لم ولن يأتى أى أنسان على وجه الأرض بخير منه لأنه نظام الهى ليس له أى نقائص ..

واللقاء فى الحلقه القادمه .