والديمقراطيه كما يقول الاستاذ / على عبد الصادق : هى تجربه أنسانيه كانت ولا تزال تتشكل طوال التجارب الكثيره التى خاضها الانسان فى تاريخه ،
كما يقول أيضا : ما دامت الديمقراطيه تجربه انسانيه فهى أذن مشروع يتحقق طوال الحياه الانسانيه ولا يكتمل ألا بانتهاء الانسان ، ولهذا فهو يخضع باستمرار للنقد والفحص والمراجعه والتصحيح وذلك جزء من صميم الديمقراطيه نفسها لذا فان الديمقراطيه تخضع لتعديلات وتغييرات كلما تعمقت تجربة الانسان ،
ويضيف أيضا / أن الديمقرطيه لم تتخذ فى مسارها التاريخى الطويل شكلا واحدا ثابتا لا يتغير , فالمبادىء التى تقوم عليها كالحريه والعداله والمساواه هى وحدها الثابته التى لا تتغير لكنها تشكلت وتغيرت مع طبيعة المجتمعات وثقافتها وتراثها ومن ثم فالديمقراطيه أذن " نظريه مفتوحه " وعدد من التجارب التى مرت بها أكبر من عدد ما يسمى بالمجتمعات الديقراطيه عبر التاريخ .
أذن نستطيع أن نفهم مما سبق أن الديمقراطيه ما هى ألا مجموعه من المبادىء التى تقوم عليها كــ ( الحريه ، والعدل ، والمساواه ) ومتى تحققت تلك المبادىء فى أى نظام حكم فهو ولا شك يعتبر نظاما ديمقراطيا ،
والسؤال الذى يفرض نفسه الآن ! أذا كانت الديمقراطيه هى مجموعة المبادىء السابق ذكرها فهل معنى ذلك أن الأسلام كان نظاما ديمقرطيا ؟
هنال بعض من أستاذة الشريعه وعلماء المسلمين يقولون بان الديمقراطيه كفر ويتشهدون على ذلك بأن الديمقراطيه تعنى حكم الشعب ولو خالف حكم الله ، وأنا أختلف معهم مع احترامى الكامل لهم ولعلمهم , ولكن أذا نظرنا الى الديمقراطيه بالمعنى الذى ذكرته سابقا ألا وهو ( انها مجموعه من المبادىء ) فذلك معناه أن الاسلام هو الذى أنشا الديمقراطيه بكامل معانيها فالعدل والحريه والمساواه أضف اليها اختيار الحاكم ومحاسبته ومخالفة رأيه بل ونزول الحاكم على رأى مخالفيه أذا رأى فى ذلك المصلحه ، هى قمة الديمقراطيه ولا شك .
ولأن الديمقراطيه - كما يقول الأستاذ أبو العلا ماضى - ليست دينا سماويا ولا وضعيا فهى اجتهاد بشرى مر بمراحل تطور فى التاريخ الانسانى تغيرت فيها ملامحها وأشكالها حتى صارت الى ما صارت اليه فحينما نتعامل معها نحن المسلمين سوف ندخلها فى أطارنا وبيئتنا وثقافنتا بالشكل الذى نراه مناسبا بما يتوافق تماما مع مبادىء ديننا الحنيف ومرجعيته الأساسيه والحاكمه ، لم لا ونحن المنتمون الى " الحكمه ضالة المؤمن أنى وجدها فهو احق الناس بها "
ويضيف / أن أغلب الرافضين للديمقراطيه لم يقدموا شكلا كاملا من الناحيه النظريه لما هو البديل وكانهم يقولون بنظرية " المستبد العادل " تلك النظريه غير المقبوله شرعا وعقلا فكل المستبدين فى التاريخ كانوا ظالمين بدرجات متفاوته من الظلم .
والى اللقاء فى الحلقه القادمه ......