الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

كلمة ( قل ) فى القرآن

هذا مقال قديم نشر قى مجلة الثقافه سنة 1943 لكاتبه محمد أحمد الغمراوى ونحن بدورنا نعرضها على عد أجزاء لطول المقال ولأهميته والآن مع النص :
من أعجب كلمات القرآن الكريم هذه الكلمه ذات الحرفين ، أو هذا الأمر بالقول الكثير الورود فى القرآن . وأبرز عجائبه عندى أنه يبطل فى حرفين زعم من يزعم أن القرآن من كلام النبى صلوات الله عليه لأنه يظهر بوضوح أن القرآن كلام من وحيه الى النبى هذا الأمر المتكرر المطرد " قل" : ( قل هذه سبيلى أدعوا الى الله على بصيرة أنا ومن أتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين ) سورة يوسف ، ( قل أنما أنا بشر مثلكم يوحى الي أنما الهكم اله واحد ) سورة الكهف ، (قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاسكثرت من الخير وما مسنى السوء أن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)سورة الأعراف
فلو تأملت هذه الآيات الكريمه وهى قليل من كثير مثلها فى القرآن وصرفت النظر عن اعجازها الدال على أنها ليست من قول البشر لما وجدت شيئا يحمى القارىء المؤمن من ان يسبق الى نفسه انها كلام النبى الا هذه الكلمه الكريمه ذات الحرفين أو هذا الأمر ( قل ) فى أول كل منها لأن ضمير المتكلم فى كل منها راجع الى النبى صلوات الله عليه فأن كان القارىء غير مؤمن وجد امر( قل ) هذا قائما حيال كل آيه يوقظه وينبهه أنه يقرا كلاما لا يمكن أن يكون محمد قاله من عند نفسه ما دام مأمورا بالقول هكذافى كل آيه أو على الأقل يجد غير المؤمن أن العقيده التى تلقاها ووقرت فى نفسه من ان القران كلام محمد تريد ان تتقلقل وتتزعزع بكلمة (قل) هذه كلما قرأها فى مواطنها من الآيات فكأن هذه الكلمه الكريمه تقوم حيال كل أيه وردت فيها تذود الشك عن نفس المؤمن وتزعج نفس غير المؤمن أن تطمئن كلما اراد غير المؤمن ان يفهم ان محمد يقول ( هذه سبيلى ) و)انما انا بشر مثلكم ) و (لا املك لنفسى نفعا ولا ضرا ) و ( ما كنت بدعا من الرسل ) أزعجته كلمة قل عن هذا كأنها تقول له فى كل مره ليس هذا من كلام محمد حتى ليجد نفسه مضطرا ان يتسائل من الذى يقول لمحمد قل .. قل .. قل .هكذا بهذا التكرار فى تلك الآيات وأمثالها فى القران.
وعجيبه أخرى لتلك الكلمه الكريمه أن ذكرها من رسول فى صلب رسالة المأمور هو بتبليغها يخالف كل مألوف الناس أو ان شئت يخالف اجماع الناس فى كل لغه وفى كل عصر فى الأدب أو فى الخطاب
واسأل نفسك هل تعرف فيما قرأت أو سمعت أن أحدا حين يبلغ رساله حملها الى فرد أو جماعه يبلغها مصدره بقول ( قل )أو بلغ أو نبىء أو أى صيغه أخرى من الصيغ التى يمكن ان تستعمل عند الأمر بالتبليغ أو الإخبار ؟ طبعا لا فإن حامل الرساله أو الخبر عند ادائها أو ادائه يجد نفسه بالطبيعه بصيغه من صيغ الخبر التى جرى بها عرف اللغه فى الخطاب أما ان يعيد نفس الكلام الآمر عند الأمر حتى قول قل ونبىء فهذا يخالف كل ما جرى عليه البشر فى الكلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق