الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

الحلقه السادسه / علاقة الأسلام بالسياسه

اننا حين نتحدث عن تطبيق نموذج الدوله الأسلاميه لا يمكن أن نمر فى ذلك دون التعرض لعلاقة الاسلام بالسياسه ،
والسياسه كما ورد فى موسوعة العلوم القانونيه تعرف بأنها ( فن أدارة شئون الدوله)أو أنها كما يقول الأستاذ رفيق عبد السلام هى ( أدارة علاقات القوه بشكل رمزى ينقل الصراع من صورته البدائيه العنيفه الى صور رمزيه عبر الصحافه والأحزاب ,والانتخاب وتحشيد الرأى للضغط بما جعل أساليب الديمقراطيه المعاصره الصوره المثلى لأدارة علاقات القوه فى المجتمع أى للسياسه بما يضيق فرص العوده لممارسة علاقات القوه المباشره التى يراد للدوله أن تحتكر حق امتلاك وسائلها واستخدامها لضمان السلم الأجتماعى فى الداخل وممارسة حق الدفاع فى مواجهة أعتداء خارجى )و
السياسه لفظ عربى أصيل مشتق من مادة سوس كما أورد صاحب لسان العرب بقال ساس الامر سياسه أذا قام به وسوَسه القوم أى جعلوه يسوسهم وساس الرعيه قام عليها بما يصلحهم
ومسألة ربط الأسلام بالسياسه جعلت البعض يطلق على ذلك بعض المسميات كلفظة (الأسلام السياسى)الذى انتشر فى الآونه الأخيره وصار تعبير يطلق على معظم الحركات والجماعات والأحزاب الاسلاميه الموجوده فى الساحه العربيه
ولعل هذا المسمى كما يقول الدكتو أبو العلا ماضى قد جعل بعض المنتمين للتيار الاسلامى يتحفظ على هذا التعبير على اساس أن الأسلام دين شامل لكل مظاهر الحياه فيها الاعتقاد والتشريع والاخلاق والعبادات أى يشمل كل الجوانب التعبديه والاقتصاديه والسياسيه والاجتماعيه والثقافيه والتربويه ، واختزال رسالة المنتمين للمشروع الاسلامى فى جانب سياسى فقط هو تعبير مخل وذو مدلول لا يخلو من انتقاص للمشروع
ويواصل الدكتور / ويرد البعض من حسنى النيه من مستخدمى تعبير الاسلام السياسى بأنهم لا يقصدون الاختزال والتشويه ولكن يقصدون أن عنوان أى مشروع هو العنوان السياسى الذى يعبر عنه ولا يعنى هذا أنه لا يشمل ضمنا رؤيه سياسيه- اقتصاديه - اجتماعيه -الخ
وهناك مسمى آخر يعبر عن تلك العلاقه المعقده بين الأسلام والسياسه ألا وهو مسمى (السياسه الشرعيه)ذلك المسمى الذى اختاره شيخ الأسلام ابن تيميه معنونا به كتابه القيم(السياسه الشرعيه فى أصلاح الراعى والرعيه)و
لعلنا أذا نظرنا بعين فاحصه الى السيره النبويه لوجدنا فيا ضالتنا ، حيث نجد رسول الله وقد دخل المدينه ليؤسس دعائم دولة الأسلام كان عليه أن يجعل تلك الدعائم قويه بحيث لا تزلزلها أى شوائب من جاهلية او نفاق ،فنجده وقد عقد ما يسمى(ميثاق التحالف الاسلامى)وهو معاهده عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مسلمى مكه(المهاجرين)وبين مسلمى المدينه(الأنصار)وفيها اسس رسول الله لدعائم المؤاخاه بين المسلمين وأن العبره فى الأخوه ليست بالعصبيه القبليه ولكنها بالاسلام(فأخى هو المسلم ولوكان غريبا عنى وعدوى هو الكافر ولو كان ابنى)وقدتضمنت تلك المعاهده على ما يقرب من 16بندا بدأها رسول الله بأن مسلمى مكه ومسلمى المدينه امه واحده من دون الناس وختمها بأنكم مهما اختلفتم فى شىءفان مرده الى الله والى محمد ،فحقق بذلك الوحده الوطنيه على اساس الدين
ثم تلاها رسول الله بعقد العهد مع اليهود ،يقول الشيخ صفى الدين المباركفورى : بعد ان أرسى رسول الله قواعد مجتمع جديد وامه اسلاميه جديده باقامة الوحده العقديه والسياسيه والنظاميه بين المسلمين بدأ بتنظيم علاقاته بغير المسلمين وكان قصده بذلك توفير الامن والسلام والسعاده والخير للبشريه جمعاء مع تنظيم المنطقه فى وفاق واحد فسن فى ذلك قوانين السماح والتجاوز التى لم تعهد فى ذلك العالم الملىء بالتعصب والاغراض الفرديه والعرقيه،وتلك المعاهده احتوت على ما يقرب من 12بندا بدأها رسول الله بذكر أن يهود بنى عوف أمه مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وانفسهم وكذلك لغير بنى عوف من اليهود وهو بذلك قد اسس دعائم الوحده الوطنيه على أساس الارض،يقول الشيخ المباركفورى : وبأبرام هذه المعاهده صارت المدينه وضواحيها دوله وفاقيه عاصمتها المدينه ورئيسها أن صح التعبير رسول الله والكلمه النافذه والسلطان الغلب فيها للمسلمين
وبعد الأطمئنان على الوضع الداخلى وقد اذن الله تعالى لنبيه وللمؤمنين قامت أولى معارك المسلمين وهى معركة(بدر)الكبرى التى بعث بها رسول الله للعرب رساله فحواها أن دولة المسلمين قادمه وبلا ضعف أو هوان،ثم تبعتها عدة معارك وغزوات يضيق المقام بذكرها ولنا كتب السيره لمراجعتها فى ذلك
ثم الصلح مع مكه والمعاهده التى سمحت للمسلمين أن يبدأوا عهدا جديدا من اثبات الذات على المستوى الخارجى والأعتراف من قبل أكبر قوه فى العرب ألا وهى قريش بدولة الأسلام
مم اتاح لرسول الله فرصة التفرغ لمرحلة بناء العلاقات الخارجيه والتواجد العالمى من خلال رسائله الى ملوك العالم : النجاشى ملك الحبشه - المقوقس ملك مصر - كسرى ملك فارس - قيصر ملك روما - المنذر بن ساوى - هوذه بن على صاحب اليمامه - الحارث بن أبى شمر الغسانى صاحب دمشق - ملك عمان
ليعلم العلم أجمع بأن هناك دوله سوف تقود العالم بعد ذلك تسمى دولة المسلمين
أليست هذه سياسه ؟؟؟
والى اللقاء فى الحلقه القادمه.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق